عاشت ثلاث سنوات تحت الارض وانجبت طفلة.
هل يستطيع بشر أن يعيش في قبر مظلم لثلاث سنوات ثم يعود.؟! ما القوة التي امتلكتها فتاة مراهقة حملت من المسئولية والهموم أضعاف سنها.. لتقاوم الخوف والظلام وأشباحاً طيلة هذه المدة!!
بدأت القصة الغريبة وفقاً للمعلومات التي تلقتها صحيفة “المستقلة” من مصادر خاصة من منزل والد “سحر” الفتاة التي فقدت أمها وهي طفلة، لكنها كانت أكبر إخوانها، فتحملت أعباء تربيتهم ومسئولية البيت وهي في مقتبل عمرها التعيس. وبهذا كسبت ثقة والدها الذي أحبها كثيراً.تزوج الأب بفتاة قريبة من عمرها، وعندما دخلت الزوجة الجديدة إلى المنزل وجدت أن كل المسؤولية ملقاة على عاتق “سحر” وأن الفتاة تحظى باحترام والدها وحبه الشديد وثقته الكبيرة ، هذه المكانة الرفيعة التي رأت زوجة الأب أن سحر نالتها، أثارت في نفسها السخط والغيرة. فبدأت تشكو من سحر عند والدها. ماجعله يغير معاملته لابنته ويسحب منها بعض المسؤوليات مع سحب الثقة منها، شيئاً فشيئاً وقامت بإقناعه بتزويج ابنته الكبري لصهره (أخو العروس) رغم أنه يعاني من أمراض نفسية كثيرة، ورغم رفض سحر الشديد لهذا الأمر إلا أنه أجبرها على الزواج بهذا الرجل..ومنذ اللحظات الأولى للزواج عانت “سحر” كثيراً، فقد كان يضربها كثيرا ،وكان يعاني من نوبات نفسية وحالة سيئة، فهو كالمجنون، وكان يعمل مع والدها الذي يمتلك مخبزاً
كانت سحر تهرب إلى منزل والدها كثيراً عندما تعجز عن الصبر في تحمل الضرب والاهانة ، غير أن والدها كان يعيدها في كل مرة دونما شفقة لحالها، تكرر مسلسل الهروب والعودة كثيراً، وفي ذات مرة قررت “سحر” ألا تعود أبداً إلى منزل زوجٍ مجنون، فحياتها معه أصبحت لا تطاق، صارحت والدها بجرأة أنه في حال أعادها إلى منزل زوجها فإنها سوف “تنتحر”.. لكن الأب وكعادته أمام ضغط الزوجة أجبرها على العودة مع زوجها.. حينها ودعت سحر إخوانها وعانقتهم عناقاً طويلاً وأخبرتهم وهي تبكي أنها ستفارقهم إلى الأبدوأنها لن تعود إليه مرة أخرى.. خرجت من منزل والدها برفقة زوجها ووالده.. وفي منزل الزوج دخل الأثنان فقط “الزوج ووالده”.. ولم تدخل سحر، التفتا خلفهما لينظرا ما الذي منعها من الدخول لكنهما لم يجدا لها أثراً، أختفت سحر ولا يعلم أحد إلى أين ذهبت.. !! طيلة ثلاث سنوات لم يعلم أحد من معارفها أين هي وكيف أختفت وإلى أين ذهبت وكيف تعيش.. كان لزاماً على الجميع الانتظار ثلاث سنوات كاملة لمعرفة هذه التفاصيل وبلسانها هي تحكي قصتها (بعد أن دخل زوجها ووالده المنزل أخذت نفسها بسرعة بعيداً عن المنزل، ذهبت إلى أحد أصدقاء والدها والمعروف بصفته رجلاً متديناً وتقياً
يعمل على حل المشاكل بين الناس وهو أكبر من والدها بسنوات كثيرة.. ذهبت إلى منزل هذا الشخص والمدعو “حزام الجوفي” فالتقت به أمام المنزل، وشكت له ما فعله زوجها ووالدها.صعد الرجل سيارته وطلب منها الركوب معه.. ظل لبعض الوقت يتجول في عدد من أزقة وشوارع المدينة، إلى أن وصلا إلى أرضية مسورة بحوش من الطوب، وفي داخلها غرفة مبنية من “البلك” بطرفها حمام صغير، أمرها بالدخول في الغرفة وأحضر لها وجبة عشاء وأخبرها أنه سيزور والدها لحل مشكلتها وسيعود إليها صباح اليوم الثاني، وفي ظهر اليوم الثاني عاد حزام، وأخبرها أنه ذهب لوالدها وأقنعه بتطليقها من زوجها وأن الزوج قد طلقها فعلاً، فشعرت بالفرح والارتياح وهي لا تعلم أنها تدخل في أعماق مأساة لا مثيل لها.. طلبت منه إعادتها إلى منزلها، صمت حزام طويلاً وبعد ساعات قال لها إن والدها لم يوافق على طلاقك إلا بعد أن تعهدت له بأنني سأتزوجك، أدركت حينها أنها وقعت في الفخ، في وقت لم يعد بيدها حيلة للخروج، أخذت تبكي وتتوسل إليه لإخراجها لكن دون جدوى ظل حزام طيلة ثلاثة عشر يوماً يتردد عليها يعمل ليل نهار على حفر حفرة وسط الأرضية والغرفة الصغيرة مغلقة عليها، أكمل الحفر وبنى غرفة تحت الأرض مع حمام صغير، ونقل سحر إلى داخلها وأغلق عليها الباب بإحكام، وكان يزورها كل يوم ويجلس معها حتى المساء ويتعامل معها كزوجته، لدرجة أنها حملت منه وأنجبت طفلة في القبو المدفون تحت الأرض، عندما تكون “سحر” لوحدها كانت تصرخ بقوة تستغيث بمن يخرجها، لكن لم يسمع صوتها أحدً من البشر، فهي في غرفة تحت الأرض ليس بها سوى فتحة واحدة مغلقة بإحكام، كان حزام يعطيها ما تحتاجه من المأكل والمشرب لها ولطفلتها، ليستمر هذا الحال ثلاث سنوات كاملة وانقطع حزام عن زيارتها شهراً كاملاً نهاية هذه الفترة المؤلمة..وذات يوم سمعت “سحر” حركة غير عادية في الأرضية المسورة، فقامت بدق الباب الحديدي لفتحة الغرفة الوحيدة بكل قوة تملكها سمع الأشخاص الذين كانوا في الأرضية طرقات الباب، وقاموا بفتحه وذلك بكسر القفل الذي عليه.. أنفتح الباب ليجدوا أمام أعينهم مشهداً لا يصدق.. فتاة في الثالثة والعشرين من عمرها وبحضنها طفلة صغيرة.. يوحي شكلهما وكأنهما قادمتان من العصور السحيقة قبل آلاف السنين، كان عدد الأشخاص المتواجدين في الأرضية ثلاثة أحدهم أبن حزام الحزمي الجاني الذي ارتكب الجريمة.. وعندما سألت عنه أدركت حينها السر الذي يقف وراء غيابه عنها شهراً كاملاً.. لقد مات حزام قبل شهر، وجاء ابنه اليوم ليبيع الأرضية على الشخصين اللذين بجواره.. مات حزام بنوبة قلبية، وترك المأساة التي صنعتها يداه الباطشتان ونفسه المريضة في غرفة ضيقة تحت الأرض.. لقد أصبح هو الآن تحت الأرض.. فما الذي سيقوله لرب السماوات والأرض حين يسأله عما فعل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق