بسم الله
كان يا ما كان في قديم الزمان
قمر الزمان و الطائر الذهبي
في قصر أحد الملوك كثير من الأشجار المثمرة ، وهناك شجرة كان الملك يحبها ، لأنها تذكره بزوجته ، كان تفاحها من الذهب الخالص ، و في ليلة مقمرة و الملك يتأمل شجرته من شرفة القصر لمح طائرا جميلا ، لم يرى مثيلا له من قبل ، النور يسطع من جناحيه ، حط على الشجرة و أخذ تفاحة ثم انطلق في الفضاء الواسع ، عندئذ أدرك الملك لماذ كان التفاح ينقص كل ليلة ، استدعى الملك أبناءه الثلاثة، وأ خبرهم بالأمر قائلا : من يأتيني بهذا الطائر سيكون وليا للعهد و حاكما من بعدي ، في الليلة الأولى اختبأ الابن الأكبر في حديقة القصر لكن النوم غلبه ، وفي الليلة الثانية انتظر الابن الأوسط الطائر ، لكنه لم يأت ، فجاء دور الولد الأصغر و كان يدعى قمر الزمان ، اختبأ في أعلى الشجرة و قاوم النوم طويلا ، عندما بدأ الفجر يلوح رأى الأمير الصغيرالطائر يحط على الشجرة ليأخذ تفاحة ، مد يده للطائر ليمسك به ، لكن الطائر رفرف ولم يترك للأمير سوى ريشة من الذهب ، حمل قمر الزمان الريشة لأبيه ، لكن الملك أمر أبناءه الثلاثة بالبحث عن الطائر، تفرق الأبناء لتحقيق رغبة أبيهم ، امتطى قمر الزمان فرسه و انطلق وحده ، بعد يوم طويل من السير وجد أمامه ثلاث طرق فوقف حائرا ، فكر قليلا ثم دعا الله أن يوفقه و أخذ الطريق الأوسط ، بعد ساعات وقع جواده و سقط ميتا ، حزن الأمير الصغير على فرسه و فجأة رأى أمامه شيخا ، فبادره الشيخ بالكلام لا تخف أنا أعرف قصتك وأنت محظوظ بأخذك الطريق الثاني ، فقد فقد كانت هناك ثلاث علامات : العلامة الأولى كتب عليها تموت أنت و فرسك ، و العلامة الثانية تموت أنت و يبقى فرسك ، و الثالثة يموت فرسك و تبقى أنت ، ،لكن الأميرين اللذين سبقاك أزالا هذه العلامات ، لكني أنا هنا لأساعدك ، و سآخذك إلى الطائر ،فرح الأمير و سارا معا، وصلا إلى قصر كبير و أخبره بالدخول لأن الحراس نائمون ، و عليه أخذ الطائر دون القفص الذهبي ، لكن الأمير أعجبه القفص و أخذه ، فقام الحراس و اقتادوا الأمير إلى الحاكم . لماذا تريد سرقة الطائر أيها الغلام ؟
فحكى له الأمير قصته، فقال الحاكم للأمير سأعطيك الطائر شرط أن تأتيني بفرس
أسنانه من الذهب الخالص ، وافق الأمير ليتخلص من الموقف ، عندما خرج وجد الشيخ
ينتظره و عاتبه على أخذه للقفص، و دعاه ألا يحزن ،قائلا : سأدلك على الفرس ، فسار معا حتى وصلا الى قصر جديد فقال الشيخ : أدخل حيث الفرس و لا تأخذ شيئا أخر، دخل الأمير و الحراس نائمون ، لكن الأمير أعجبه السرج و اللجاما الذهبيان فأخذهما، فقام الحراس ، و اقتادوا الأمير الى حاكم هذه المدينة فخاطبه :
لماذا أيها الشاب تريد سرقة الفرس ؟ فحكى الأمير للحاكم قصتة ، فقال الحاكم سأعطيك الفرس بشرط أن تأتيني بإبنتي الأميرة بدر البدور ، خرج الأمير من القصر ووجد الشيخ في انتظاره ، فقال الشيخ لا تيأس أنا سأدلك على بدر البدور ، لكن علينا أن نقطع جبالا
وبحارا و صحارى ، فتحول الشيخ الى الفرس ثم الى طائر ثم الى جمل حتى وصلا الى قصر أية في الجمال ،و أوصاه الشيخ هذه المرة ألا يأخذ إلا بدر البدور ، دخل الأمير الى القصر ووجد الأميرة نائمة فأخذها و خرج .
تحول الشيخ إلى طائر كبير و حملهما إلى الحاكم صاحب الفرس ، ففرح الأب بعودة ابنته ، و طلب قمر الزمان يد ابنته للزواج فقبل الحاكم و أعطاه الفرس هدية منه ، ثم عاد الى الحاكم السابق صاحب الطائر ، و الذي تخلى له عن الفرس لشجاعته و أعطاه الطائر ، حمل قمر الزمان زوجته و الطائر و قفل عائدا بعد أن ودعه الشيخ ، عندما و صل الأمير الصغير الى مفترق الطرق ، وجد أخويه عند مفترق الطرق و اللذين رفضا أن يكون قمر الزمان وليا للعهد ، قاما بربط الأمير الصغير الى جدع شجرة ، و حملا الأميرة و الطائر معهما ، فرح الأب بعودة إبنيه مع الطائر ، و عندما سألهما عن أخيهما قمر الزمان قالا بأنه مات في الطريق . أما الأمير الصغير فقد ظل مربوطا الى الشجرة يـتألم من الجوع و لعطش في اليوم الثالث رأى قمر الزمان الشيخ أمامه، تقدم الشيخ منه وفك وثاقه و ناوله طعاما وشرابا و قال للأمير : كنت في المدينة لأشاهد الاحتفال بعودتك مع الطائر و الأميرة، ولكنك لم تكن هناك فأدركت غيرة أخويك منك و أن مكروها قد اصابك ، فجئت توا ، تحول الشيخ الى طائر كبير و حمل قمر الزمان الى قصر أبيه ، كانت الاحتفالات قائمة ، دخل الأمير الصغير على أبيه و أخويه ، قام الأب يعانق أبنه، أما أخواه فقد سقطا على الأرض من الدهشة ، روى الأمير الصغيرلأبيه رحلته ،و حكايته مع الشيخ ، قرر الأب أن يسجن أبنيه لكن قمر الزمان طلب من أبيه أن يعفو عنهما ، فأقيمت الأفراح ، و أعلن قمر الزمان حاكما بعد أبيه .
ولكم مني اجمل التحية
ولا تنسوا ذكر الله جزاكم الله خيراً

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق